الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية حوار مع راضية الجربي رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية: موقعـي كمحامية زعـــزع راحــة الساعين إلــى وضــع أيديهم عــلــى الاتحاد

نشر في  23 جانفي 2018  (10:27)

مؤتمرنا الأخير كان منعرجا تاريخيا في مسيـرة الاتحــاد

مازالت المرأة التونسيـة تعاني الاستعباد فــي بــعـض القطــاعــات

لئن عانى الاتحاد الوطني للمرأة التونسية بعد 2011 الأمرّين من تسليط مظالم عليه وتهميش لدوره خاصة في عهد الترويكا، إلاّ أنّ نجاح مؤتمره الرابع عشر كان تتويجا لنضال المنتمين إليه من الذين حاربوا من اجل إعادة اعتباره وترسيخ مكانته التي اكتسبها منذ عقود ومن الذين آمنوا بأن الاتحاد سيبقى أبد الدهر منظمة وطنية تعد مكسبا لكل نساء تونس ولكل التونسيين على حدّ السواء..
وفي إطار تمخّض هذا المؤتمر عن إعادة انتخاب راضية الجربي على رأس الاتحاد الوطني للمرأة التونسية وذلك بعد انتخاب اللجنة المركزية والتي تضم 50 عضوا، كان لنا لقاء مع الجربي التي تحدّثت عبره عن تفاصيل تعرّضها لجملة من الاتهامات والانتقادات طيلة ترؤسها هذه المنظمة في السابق نتيجة دفاعها الشرس عنها وعن العاملين صلبها..
كما تطرقنا في هذا اللقاء إلى العديد من المواضيع الأخرى تكتشفونها تباعا..

- الكل يعلم حجم ما عانيت منه في السابق من تهديدات وشن حملات انتقادية ضد شخصك وضدّ الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، فمن كان المسؤولون عنها؟
في البداية لم تكن الحملات موجهة ضد شخصي بالأساس بل كانت موجهة ضد المنظمة بصفة عامة، حيث ذهبت بعض الأطراف إلى اتهامي باطلا بالتجمعية وبالمنضوية صلب تيارات حزبية سياسية مختلفة وذلك على خلفية مدافعتي الشرسة عن الاتحاد الوطني للمرأة التونسية وعن حقوق موظفيه والسعي إلى معالجة وضعياتهم وتسويتها..
ومن المضحكات المبكيات أن أصبح دفاعي عن قيم المدنية والديمقراطية والتحرر بمثابة تهم وعبارات شتائمية توجّه ضدي من قبل أطراف تمسكت في السابق بمهاجمتي وشن حملاتها لتشويهي، والأدهى من هذا تعمّد بعضهم إلى ثقب وتمزيق صورة تخصني كانت معلقة بإدارة المنظمة بعد كتابة عبارات عليها تصفني بالمدنية واللائكية فضلا عن تهديدات أخرى يطول الحديث عنها..
- ومن تزعم هذه التهديدات؟
موقعي كمحامية زعزع راحة الأطراف التي كانت تسعى إلى وضع يدها على الاتحاد، هذه الأطراف تمت مساندتها سواء من الترويكا أو من قيادات تتبعها وكانت تتزعّمهم وزيرة المرأة آنذاك سهام بادي وكذلك الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي فضلا عن بعض الوزارات التي كانت تعتبر الاتحاد بين يديها كوزارة المالية والوزارة الأولى والكاتب العام للحكومة..
وقد تضافرت جهود كل هذه الأطراف مع شق من داخل الاتحاد تفاقمت خشيته من أن تجابهه تهم شبهات فساد وبالتالي تتبعه قضائيا علاوة على اعتقاده بأنه سيتم استهدافه على اعتبار انه كان تابعا للنظام السابق فضلا عن بعض موظفي الاتحاد الذين مرروا لهم فكرة انه سيقع الإضرار بهم إن  ترأست الاتحاد..
- هل كان في مشروع الترويكا سابقا فرض منظمة نسائية تخضع لحساسيات دينية؟
بالطبع، وهنا اذكّر بحادثة جدت سنة 2013 وتحديدا في ذكرى الاحتفال بالعيد الوطني للمرأة التونسية يوم وجهنا استدعاءات لوسائل الإعلام لمواكبة احتفائنا بهذا اليوم لكن لم يلب احد الدعوة لنتفاجأ فيما بعد ببعض وسائل الإعلام المرئية تبث خبرا جاء فيه أن الاتحاد النسائي يحتفل بذكرى 08 مارس وهو لا يمت لنا بأية صلة بل انبثق عن أطراف ذات حساسيات عقائدية..

- يعاب على الاتحاد الوطني للمرأة التونسية في الماضي عدم النشاط الكافي واستيعاب معظم نساء تونس، فماهو ردكم؟
في الحقيقة يصعب تقييم ماضي الاتحاد في فاصل زمني محدود، لكن لا يمكن الجزم انه لم ينشط بما فيه الكفاية ولم يستوعب نساء تونس لأنني ووفق ما تبينته انه كان يوجد صراع وخصومة مخفية بين نساء الاتحاد ونساء التجمع ومنافسة على كسب الرضا..
وللأمانة وبغض النظر عن الانتماءات الحزبية فنساء الاتحاد وبناته قمن بخطوات إيجابية تحسب لهن لفائدة المرأة التونسية والدفاع عن قضاياها..
- وحول الحديث عن المؤتمر الرابع عشر للاتحاد الوطني للمرأة التونسية، يهمنا معرفة تقييمك له..
 بكل تواضع كان مؤتمرا ناجحا وقويا في المعاني التي حملها ورسّخها حيث أننا لم نكن نتصور أن بنات الاتحاد اللواتي بثثنا فيهن الأمل سيعدن للالتفاف حول مؤتمرهم بذلك الشك.. حتما لقد عاد الاتحاد الوطني للمرأة التونسية لإشعاعه والاهم من هذا هو عودة روح الانتماء إلى المنظمة..
كما أننا شاهدنا خلال المؤتمر حضور والتفاف كل الأجيال النسائية التي ناضلت من أجل المرأة التونسية وناصرت قضاياها وحضرت في معركة الكفاح والتحرر فضلا عن مشاركة عدد من الشخصيات الوطنية النسائية والرجالية وممثلين عن المجتمع المدني كدليل منهم بالاعتراف بهذه المنظمة النسائية التي قدمت الكثير ولازالت..
ولا ننسى طبعا الحضور اللافت لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل وهو شيء مهم للغاية بالنسبة لنا..
وأريد أن أذكّر في نفس السياق بحضور الأطراف التي كانت هي نفسها من تدير الصراعات التي تحدثنا عنها والتي أساءت لي وللمنظمة سابقا، ولعلّ هذا الحضور كان خير دليل على الانطلاق نحو مسار جديد تطوى فيه صفحات الماضي  وفق ما أعلنا عنه قبل بداية المؤتمر..
- وما هو سرّ نجاح المؤتمر؟
المؤتمر لم ينجح بفضل شخص راضية الجربي بل بفضل كل العاملين صلبه وبفضل النقابة وهياكل الاتحاد، لقد وضعنا كلنا اليد في اليد لإنجاح التحدي الذي خضناه ووجهنا بذلك رسالة إيجابية في ما يتعلق بقدرتنا على تسيير مؤتمرات ديمقراطية انتخابية شفافة ونزيهة..
- كيف تقرؤون مساندة رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة واتحاد الشغل لمؤتمركم الرابع عشر؟
لقد مثّل حضور رئاسة الجمهورية والحكومة ومساندتهما لمؤتمرنا واعترافهما بأنّ الاتحاد منظمة وطنية مترسخة الجذور ومتمددة العروق، بمثابة دفع معنوي لكل نساء المنظمة كما حمل معاني كبيرة وهامة للغاية بالنسبة لنا ما ساهم في منحنا شحنة إيجابية وأملا في أن يكون حضورهم بمثابة إعلان عن حل مشكلة المنحة التي ننتظرها بفارغ الصبر وربما يكون أيضا كدليل عن توفّر إرادة سياسية  اليوم في تونس من اجل رفع المظلمة التي سلّطت على الاتحاد من رأسي السلطة في الماضي..
كما كان لدعم ومساندة الاتحاد العام التونسي للشغل لمؤتمرنا باعتباره منظمة شغيلة معروفة لها قيمتها في البلاد، العديد من الدلالات الكبرى الهامة حيث كان حضوره بمثابة إقرارا منه على تعاطيه ومساندته لمنظمة صديقة له كان نساؤها شركاء معه في معركة النضال وتحرير الوطن.. فعلا لقد مثل هذا المؤتمر منعرجا تاريخيا في مسيرة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية..

- نبذة عن أهم مشاكل المرأة التونسية اليوم؟
المرأة التونسية تعيش اليوم العديد من المشاكل من بينها الفقر والتحرش الجنسي والاغتصاب والعنف بمختلف أشكاله وأنواعه من العنف المادي إلى العنف اللفظي والمعنوي فضلا عن مشاكل الهجرة غير الشرعية وما يسمى بالجهاد..
أيضا لا يمكن المرور دون ذكر ما تعاني منه المرأة الريفية العاملة في الضيعات الفلاحية من وضعيات مهينة لا تليق بها كعاملة إلى جانب النقل المهين وانعدام التغطية الاجتماعية والحماية الصحية، زيادة على استغلالها الفاحش واستعبادها في عدد من القطاعات من بينها قطاع المصانع والنسيج حيث الأجر المتدني مقابل ارتفاع ساعات العمل..

حاورتها: منارة تليجاني